ذلك عليه أربع مرات. فلما شهد على نفسه أربع شهادات، دعاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال:«أبك جنون؟» قال: لا. قال:«فهل أحصنت؟» قال: نعم. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اذهبوا به فارجموه»(١).
رابعاً: عن عمران بن الحصين -رضي الله عنه- أن امرأة من جهينة أتت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي حبلى من الزنى، فقالت: يا نبي الله، أصبت حداً فأقمه عليّ، فدعا نبي الله -صلى الله عليه وسلم- وليها، فقال:«أحسن إليها، فإذا وضعت فائتني بها» ففعل، فأمر بها نبي الله -صلى الله عليه وسلم- فشُكت عليها ثيابها، ثم أمر بها فرجمت، ثم صلى عليها. فقال له عمر: تصلى عليها يا نبي الله! وقد زنت. فقال:«لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى؟»(٢).
خامساً: عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال وهو جالس على منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله قد بعث محمداً -صلى الله عليه وسلم- بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم، قرأناها ووعيناها وعقلناها، فرجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: ما نجد الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا
(١) سبق تخريجه في ٩٩. (٢) أخرجه مسلم في صحيحه ٦/ ٢٦٣، كتاب الحدود، باب من اعترف على نفسه بالزنى، ح (١٦٩٦) (٢٤).