ذهب بعض أهل العلم إلى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سدل (١) شعره، ثم فرقه (٢)، وكان الفرق آخر الأمرين، فيكون الفرق سنة وناسخاً للسدل.
وممن صرح بالنسخ: الحازمي (٣)، وأبو حامد الرازي (٤)، وأبو إسحاق الجعبري (٥). وأيده ابن حجر (٦).
وتبين منه أن القول بالنسخ أحد أسباب الاختلاف في المسألة (٧).
ويستدل للقول بالنسخ بما يلي:
أولاً: عن ابن عباس-رضي الله عنهما-قال: (كان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم، وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، وكان رسول الله
(١) سدل، سدل الشعر هو إرساله، والمراد به هنا: إرساله على الجبين منسدلاً سائلاً على هيئته. انظر: التمهيد ١٦/ ١٩؛ المنهاج شرح صحيح مسلم ٧/ ٤٢٧؛ فتح الباري ١٠/ ٤٢٠. (٢) فرقه، تفريق الشعر هو: أن يقسم شعر ناصيته يميناً وشمالاً، فتظهر جبهته وجبينه من الجانبين. انظر: التمهيد ١٦/ ١٩؛ المنهاج شرح صحيح مسلم ٧/ ٤٢٧؛ فتح الباري ١٠/ ٤٢٠. (٣) انظر: الاعتبار ص ٥٤٢. (٤) انظر: الناسخ والمنسوخ في الأحاديث ص ١٠٥. (٥) انظر: رسوخ الأحبار ص ٥٣٥. (٦) انظر: فتح الباري ١٠/ ٤٢٠، ٤٢١. (٧) راجع المصادر في الحواشي السابقة في المسألة. وانظر: عمدة القاري ١٥/ ١٠٤.