ذهب بعض أهل العلم إلى أن اللعب بالحراب في المسجد قد نسخ (١).
وظهر منه أن القول بالنسخ أحد أسباب الاختلاف في المسألة (٢).
ويستدل للقول بالنسخ بما يلي:
أولاً: عن عائشة-رضي الله عنها-قالت:(لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوماً على باب حجرتي، والحبشة يلعبون في المسجد، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسترني بردائه انظر إلى لعبهم)(٣).
وفي رواية عنها-رضي الله عنها-: أن أبا بكر -رضي الله عنه- دخل عليها، وعندها جاريتان في أيام منى تُدففان وتضربان، والنبي -صلى الله عليه وسلم- متغشّ بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف النبي -صلى الله عليه وسلم- عن وجهه فقال:«دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد» وتلك الأيام أيام منى.
وقالت عائشة: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد، فزجرهم عمر، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «دعهم، أمناً بني
(١) وممن قال به: أبو الحسن اللخمي. انظر: فتح الباري ١/ ٦٩٠، ٦٩١، ٢/ ٥٤٨؛ عمدة القاري ٣/ ٤٩٢. (٢) راجع المصدرين في الحاشية السابقة. وانظر: المنهاج شرح صحيح مسلم ٤/ ٢٠٣، ٢٠٤. (٣) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٩٧، كتاب الصلاة، باب أصحاب الحراب في المسجد، ح (٤٥٤)، ومسلم في صحيحه ٤/ ٢٠٤، كتاب صلاة العيدين، باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في أيام العيد، ح (٨٩٢) (١٨).