فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، الحديث (١).
رابعاً: عن جبير -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في أسارى بدر: «لو كان المطعم بن عدي (٢) حياً ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له» (٣).
خامساً: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن ثمانين رجلاً من أهل مكة هبطوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من جبل التنعيم متسلحين، يريدون غرّة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، فأخذهم سلماً فاستحياهم، فأنزل الله عز وجل:{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ}[سورة الفتح: ٢٤](٤).
سادساً: عن ابن عباس-رضي الله عنهما-: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جعل فداء أهل الجاهلية يوم بدر أربعمائة)(٥).
(١) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٩٠٠، كتاب المغازي، باب وفد بني حنيفة، وحديث ثمامة بن أثال، ح (٤٣٧٢)، ومسلم في صحيحه ٦/ ٣٥٨، كتاب الجهاد والسير، باب ربط الأسير وحبسه، وجواز المن عليه، ح (١٧٦٤) (٥٩). (٢) هو: المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، القرشي النوفلي، والد جبير -رضي الله عنه-، وكان قد أجار النبي -صلى الله عليه وسلم- لما رجع من الطائف، ولم يجيبوه إلى ما دعاهم إليه. وتوفي قبل غزوة بدر مشركاً. انظر: السيرة النبوية لابن هشام ١/ ٣٨١؛ الإصابة ١/ ٢٥٩. (٣) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٦٣٩، كتاب فرض الخمس، باب ما من النبي -صلى الله عليه وسلم- على الأسارى من غير أن يخمس، ح (٣١٣٩). (٤) أخرجه مسلم في صحيحه ٦/ ٤٣٦، كتاب الجهاد والسير، باب قول الله تعالى: {وهو الذي كف أيديهم عنكم}، ح (١٨٠٨) (١٣٣). (٥) أخرجه أبو داود في سننه ص ٤٠٨، كتاب الجهاد، باب في فداء الأسير بالمال، ح (٢٦٩١)، والحاكم في المستدرك ٢/ ١٣٥. قال الحاكم: (صحيح على شرطهما» ووافقه الذهبي. وقال الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود ص ٤٠٨: (صحيح دون الأربع مئة).