ثانياً: عن ابن عمر-رضي الله عنهما- أنه كان ينكر الاشتراط في الحج، ويقول:(أليس حسبكم سنة نبيكم -صلى الله عليه وسلم- (٢).
وفي رواية عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول:(أليس حسبكم سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ إن حُبس أحدكم عن الحج طاف بالبيت وبالصفا والمروة ثم حل من كل شيء حتى يحج عاماً قابلاً، فيهدي أو يصوم إن لم يجد هدياً)(٣).
ويستدل منها على النسخ: بأن حديث ابن عمر -رضي الله عنه- يدل على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يشترط في الحج، وأنه السنة، وحديث ابن عباس -رضي الله عنه- صريح في نسخ الاشتراط في الحج، فيثبت من كل ذلك أن حديث الاشتراط في الحج قد نسخ (٤).
(١) أخرجه الحازمي في الاعتبار ص ٣٧٧، ثم قال: (رواه قيس بن الربيع، عن الحسن نحوه، وليس هذا الإسناد بذاك القائم). وقال الشوكاني في نيل الأوطار ٤/ ٤٤٣: (روي ذلك عن ابن عباس لكن بإسناد فيه الحسن بن عمارة وهو متروك). (٢) أخرجه الترمذي في سننه ص ٢٢٦، كتاب الحج، باب منه، ح (٩٤٢)، والنسائي في سننه ص ٤٣١، كتاب مناسك الحج، باب ما يفعل من حُبس عن الحج ولم يكن اشترط، ح (٢٧٦٩)، ونحوه أحمد في المسند ٨/ ٤٨٧. وصححه الترمذي، والألباني. انظر: سنن الترمذي ص ٢٢٦؛ صحيح سنن الترمذي ص ٢٢٦. (٣) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٣٥٨، كتاب المحصر، باب الإحصار في الحج، ح (١٨١٠). (٤) انظر: الاعتبار ص ٣٧٧؛ نيل الأوطار ٤/ ٤٤٣.