إليه، قال: فبينما النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجعرانة ومعه نفر من أصحابه جاءه رجل فقال: يا رسول الله، كيف ترى في رجل أحرم بعمرة وهو متضمخ (١) بطيب؟ فسكت النبي -صلى الله عليه وسلم- ساعة، فجاءه الوحيُ فأشار عمر -رضي الله عنه- إلى يعلى، فجاء يعلى وعلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثوب قد أُظل به فأدخل رأسه فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مُحْمَرُّ الوجه
وهو يَغِطُّ (٢)، ثم سُرِّي عنه، فقال:«أين الذي سأل عن العمرة؟» فأُتي برجل فقال: «اغسل الطيب الذي بك ثلاث مرات، وانزع عنك الجبة، واصنع في عمرتك ما تصنع في حجتك»(٣).
ثانياً: عن عائشة-رضي الله عنها-زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت:(كنت أطيب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لإحرامه حين يحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت)(٤).
(١) التضمخ هو التلطخ بالطيب وغيره، والإكثار منه. انظر: النهاية في غريب الحديث ٢/ ٩١. (٢) يغط من الغطيط، وهو الصوت الذي يخرج مع نفس النائم، وهو ترديده حيث لا يجد مساغاً. انظر: النهاية في غريب الحديث ٢/ ٣١١. (٣) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٣٠٦، كتاب الحج، باب غسل الخلوق ثلاث مرات من الثياب، ح (١٥٣٦)، ومسلم في صحيحه ٥/ ١٤، كتاب الحج، باب ما يباح للمحرم بحج أو عمرة لبسه وما لا يباح، ح (١١٨٠) (٨). (٤) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٣٠٦، كتاب الحج، باب الطيب عند الإحرام، ح (١٥٣٩)، ومسلم في صحيحه ٥/ ٣٣، كتاب الحج، باب الطيب للمحرم قبل الإحرام، ح (١١٨٩) (٣٣).