أولاً: ما سبق ذكره في دليل القول بالنسخ من حديث جابر، وابن عمر-رضي الله عنها-؛ حيث فيهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يبعث عبد الله بن رواحة لخرص الثمر على يهود خيبر.
ثانياً: عن أبي حميد الساعدي -رضي الله عنه- قال: غزونا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- غزوة تبوك، فلمّا جاء وادي القرى (١) إذا امرأة في حديقة لها، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه:«اخرصوا» وخرص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشرة أوسق، فقال لها:«أحصي ما يخرج منها» فلمّا أتينا تبوك قال: «أما إنها ستهبُّ الليلة ريح شديدة فلا يقومنّ أحد، ومن كان معه بعير فليعقله» فعقلناها، وهبَّت ريح شديدة فقام رجل فألقته بجبل طيّئ. وأهدى ملك (٢) أيلة (٣) للنبي -صلى الله عليه وسلم- بغلة بيضاء، وكساه برداً، وكتب له ببحرهم، فلمّا أتى وادي القرى قال للمرأة:«كم جاء حديقتك؟» قالت: عشرة أوسق خرص رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. الحديث (٤).
(١) وادي القرى: واد بين المدينةالمنورة وتبوك، كثير القرى، وفتحها النبي -صلى الله عليه وسلم- سنة سبع بعد فراغه من خيبر، وقيل: إنها من أعمال المدينة، وتبعد عن المدينة (٣٥٠) كم. انظر: معجم البلدان ٤/ ٤٣٣؛ الروض المعطار ص ٦٠٢. (٢) هو: يوحنا بن روبة، ملك أيلة. انظر: السيرة النبوية لابن هشام ٢/ ٥٢٥؛ معجم البلدان ١/ ٢٣٢؛ فتح الباري ٣/ ٤٢٢. (٣) أيلة بالفتح: مدينة على ساحل البحر القلزم مما يلي الشام، وقيل: هي آخر الحجاز وأول الشام. انظر: معجم البلدان ١/ ٢٣٢؛ فتح الباري ٣/ ٤٢٢. (٤) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٢٩٥، كتاب الزكاة، باب خرص التمر، ح (١٤٨١)، ومسلم في صحيحه ٧/ ٣٨٦، كتاب الفضائل، باب في معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم-، ح (١٣٩٢) (١١).