حُدِّثتُ عن الحسينِ، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قال: سمِعتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿سَائِحَاتٍ﴾: يعني صائماتٍ (٢).
وقال آخرون: السائحاتُ المهاجراتُ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا إسحاقُ بن أبي إسرائيلَ، قال: ثنا عبدُ العزيزِ بنُ محمدٍ (٣) الدراورديُّ، عن زيد بنِ أسلمَ، قال: السائحاتُ المهاجراتُ (٤).
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿سَائِحَاتٍ﴾. قال: مهاجراتٍ، ليس في القرآنِ، ولا في أمةِ محمدٍ سياحةٌ إلا الهجرةُ، وهي التي قال اللَّهُ ﷿: ﴿السَّائِحُونَ﴾ (٥)[التوبة: ١١٢].
وقد بيَّنا الصوابَ مِن القولِ في معنى السائحين، فيما مضى قبلُ بشواهدِه، مع ذكْرِنا أقوالَ المختلفِين فيه، فكرِهْنا إعادتَه (٦).
وكان بعضُ أهلِ العربية (٧) يقولُ: نرى أنَّ الصائمَ إنما سُمِّي سائحًا لأن السائحَ لا زادَ معه، وإنما يأكلُ حيثُ يجدُ الطعامَ، فكأنه أُخِذ من ذلك.
(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٣٠٢ عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٤٤ إلى عبد بن حميد وابن المنذر. (٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ١٩٣. (٣) في الأصل: "عمر". (٤) ذكره البغوي في تفسيره ٨/ ١٦٨، والقرطبي في تفسيره ١٨/ ١٩٣، وابن كثير في تفسيره ٨/ ١٩٣. (٥) ذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ١٩٣. (٦) ينظر ما تقدم في ١٢/ ١٠ - ١٥. (٧) هو الفراء في معاني القرآن ٣/ ١٦٧.