مَرَّ بعبد الرَّحْمن ابنه، وهو يُماظ (١) جارًا له، فقال أبو بكر:"لا تُمَاظَّ جارك فإنَّه يبقىَ ويذهبُ عنك النَّاس"(٢).
فقال أبو عُبيد:"المُمَاظَّةُ: المُشَارَرَة (٣)(٤) والمُشَاقَّة وشِدَّةُ المنازعة مع طول اللزوم لذلك"(٥).
[حديث آخر في استحباب ترك الانتصار]
[١٣٣] قال أبو داود في كتاب الأدب من سننه: "حدثنا عيسى بن حمَّاد (٦)، أخبرنا الليث (٧)، عن سعيد المقبري، عن بشير بن المُحَرر (٨)، عن سَعيد بن
(١) يُماظّ: من مظّ، ومظظ، أي ينازعه، والمماظة: شدة المنازعة والمخاصمة مع طول اللزوم. معجم مقاييس اللغة لابن فارس، مادة (مظّ) (ص: ٨٠٩)، النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، مادة (مظظ) (٢/ ٦٦٥)، لسان العرب لابن منظور، مادة (مظظ) (٧/ ٤٦٣). (٢) أخرجه أبو عبيد القاسم بن سَلَّام في غريب الحديث - واللفظ له- (حديث رقم ٥٥٦) (٤/ ١٢٥)، وأخرجه عبد الله بن المبارك في الزهد (حديث رقم ٦٩٩) (ص: ٢٤٤) به. (٣) كذا في الأصل، وفي غريب الحديث لأبي عبيد (حديث رقم ٥٥٦) (٤/ ١٢٥): (المشارة). (٤) المُشَارَرَة: من شرّ، والشرّ: خلاف الخير، ويقال: لا تُشَارِّ أخاك: أي لا تفعل به شرًّا يُحْوجه إلى أن يفعل بك مثله، والمشارّة: المخاصمة. معجم مقاييس اللغة لابن فارس، مادة (شرّ) (ص: ٤٣٠)، النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير مادة (شرر) (١/ ٨٥٥)، لسان العرب لابن منظور مادة (شرر) (٤/ ٤٠٠ - ٤٠١). (٥) غريب الحديث لأبي عبيد (حديث رقم ٥٥٦) (٤/ ١٢٥)، النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، مادة (مظظ) (٢/ ٦٦٥). (٦) هو: أبو مُوسى عيسى بن حماد بن مُسلم التُّجِيبيّ، مولاهم، المِصْريّ، الإمام، المُحدّث، المعروف بزغبة، مات عام ٢٤٨ هـ، وقيل: عام ٢٤٩ هـ. تهذيب الكمال للمزّي (٥/ ٥٤٣)، سير أعلام النبلاء للذهبي (٢/ ١٣٣٤). (٧) هو: الليث بن سَعد. (٨) هو: بشير بن المحرر، المُحدِّث، حجازيّ. التاريخ الكبير للبخاري (٢/ ٨٩)، تهذيب الكمال للمزّي (١/ ٣٦٣).