لأُعْمِين على مَن ورائي من الطَّلَب، وهذه كنانتي (١) فخُذْ منها سَهمًا، فإنك ستمُر بإبلي وغنمي بموضع (٢) كذا وكذا،
فخُذْ (٣) حاجَتك". قال: فقال رسول الله ﷺ:
(لا حاجة لي فيها). قال: ودعَا له رسول الله ﷺ، فأُطِلقَ ورجع إلى أصحابه، ومضَى رسول الله ﷺ وأنا معه حتى قَدِمْنا المدينة، (وتلقَّاه)(٤) النَّاس، فخرجوا في الطُّرُق وعلى الأَجَاجِير (٥)(٦)؛ (واشتدَّ)(٧) الخدمُ والصبيانُ في الطريق [يقولون](٨): "الله أكبَر! جاءَ رسول الله، جاء محمَّد". قال: وتنازَع القوم أيُّهُم ينزل عليه، قال: فقال رسول الله ﷺ: (أنزل الليلة على بني النَّجَار (٩)
(١) الكِنَانة: من كنن، وهي: جعبة السهام. معجم مقاييس اللغة لابن فارس، مادة (كن) (ص: ٧٥٧)، لسان العرب لابن منظور، مادة (كنن) (١٣/ ٣٦١). (٢) كذا في الأصل، وفي مسند أحمد بن حنبل، مسند أبي بكر الصديق (حديث رقم ٣) (١/ ٧٣): (في موضع). (٣) زادت -هنا- في مسند أحمد بن حنبل (١/ ٧٣): (منها). (٤) ما بين قوسين كذا في الأصل، وفي مسند أحمد بن حنبل، مسند أبي بكر الصديق (حديث رقم ٣) (١/ ٧٣): (فتلقاه). (٥) في الأصل: (الأنَّاحير)، وهو تصحيف، والصواب ما أثبتُّه من مسند أحمد بن حنبل، مسند أبي بكر الصديق (١/ ٧٣). (٦) الأجاجير: من أجر، وهو: جمع الإجَّار، وهو السطح بلغة أهل الشام والحجاز، والذي ليس حوله ما يَرُدُّ الساقط عنه. معجم مقاييس اللغة لابن فارس مادة (أجر) (ص: ٣٠)، لسان العرب لابن منظور، مادة (أجر) (٤/ ١١). (٧) ما بين قوسين كذا في الأصل، وفي مسند أحمد بن حنبل، مسند أبي بكر الصديق (حديث رقم ٣) (١/ ٧٣): (فاشتد). (٨) ما بين معقوفين سقط في الأصل، وأثبتُّه من مسند أحمد بن حنبل (١/ ٧٣) لأنَّ السِّياق يقتضيه. (٩) بنو النجار: هم بنو عَمرو بن مالك بن تيم بن ثعلبة، بطن من الخزرج من الأزد، واسم النجار: تيم الله، سكنوا المدينة، ومن بني النجار: أنس بن مالك وزيد بن ثابت، وسلمى بنت عَمرو بن يزيد: أم عبد المطلب بن هاشم، جدّ النَّبي ﷺ. السُوَيْدي: سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب، أبو الفوز محمد بن أمين، مكتبة زهران، القاهرة، ٢٠٠٨ م (ص: ١٣٨ - ١٣٩). =