والسَّلْقُ والصَّلْقُ -بالسين والصاد جميعًا- (٣): رفع الصوت، وقوله:{بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ} يعني: بألسنة سَلِيطةٍ باسطة بالشرِّ ذَرِبةٍ، وهي جمع حديدٍ.
ثم وصفهم فقال:{أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا}؛ أي: وهم -إن أظهروا الإيمان ونافقوا- ليسوا بمُؤْمِنِينَ، {فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ}؛ أي: أبْطَلَ جهادَهُمْ؛ لأنه لَمْ يكن في إيمانٍ، {وَكَانَ ذَلِكَ} الإحباط {عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (١٩)}. أنزلت هذه الآية في عبد اللَّه بن أُبَيٍّ وأصحابه (٤).
قوله تعالى:{يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا}؛ أي: يحسب المنافقون أن الأحزابَ مُعَسْكِرُونَ مُقِيمُونَ، لَمْ ينصرفوا عن قتالهم إلى مكة من الخوف الذي نَزَلَ بهم، وقد انصرفوا، والأحزاب: الجماعات واحدهم حزب، وهم
(١) في الأصل: "الأعشى قيس بن ثعلبة". (٢) البيت من الخفيف، للأعشى يفخر بقومه، ورواية ديوانه: فِيهِمُ الخِصْبُ والسَّماحةُ والنَّجـ... دةُ فِيهِمْ والخاطِبُ المِصْلاقُ اللغة: خطيب سَلّاقٌ ومِسْلاقٌ ومِصْلاقٌ: إذا كان بليغًا في الخطابة. التخريج: ديوانه ص ٢٦٥، السيرة النبوية لابن هشام ٣/ ٧٢٧، مجاز القرآن ٢/ ١٣٥، غريب الحديث للهروي ١/ ٩٧، تهذيب اللغة ٨/ ٤٠٢، ديوان الأدب ١/ ٣٢٩، عين المعانِي ورقة ١٠٣/ أ، تفسير القرطبي ١٤/ ١٥٤، اللسان: سلق، التاج: سلق. (٣) وقد قرأ ابن أبِي عبلة: "صلقوكم" بالصاد، ينظر: البحر المحيط ٧/ ٢١٥. (٤) ينظر: جامع البيان ٢١/ ١٦٨، الكشف والبيان ٨/ ٢٣، زاد المسير ٦/ ٣٦٤، تفسير القرطبي ١٤/ ١٥١ - ١٥٢.