وفي يوم الأحد ثاني عشر شوال وصل إلى دمشق سيل عظيم (١) خرّب كثيرا من العماير، وأخذ كثيرا من الناس، منهم جماعة من الحجّاج من أهل الروم وجمالهم وأزوادهم، فإنهم كانوا نزلوا بين النهرين وبلغ السيل، فغلّقت الأبواب، وطما حتى دخل من المرامي، وارتفع حتى بلغ أحد عشر ذراعا، وردم الأنهار بطين أصفر، ودخل البلد من باب الفراديس، وأخرب خان بن (٢) المقدّم وأماكن كثيرة، وكان ذلك في زمن الصيف.
[[دخول السلطان دمشق]]
وفي يوم السبت حادي عشر شوال رحل السلطان من مرج صافيتا، وأذن لصاحب حماه في العود إلى بلده. ودخل دمشق يوم الأربعاء خامس عشر شوال، وعزل قاضي القضاة شمس الدين ابن خلّكان عن قضاء دمشق، وكان قد وليها عشر سنين، وولّى القاضي عزّ الدين ابن الصائغ وخلع عليه، وكان تقليده قد كتب ظاهر طرابلس، وباشر/٢٤ أ/يوم الأحد تاسع عشر شوال، وسافر ابن خلّكان إلى الديار المصرية في ثامن ذي القعدة (٣).
[[فتح حصن القرين وهدمه]]
وفي يوم الجمعة الخامس والعشرين من شوال خرج السلطان من دمشق قاصدا القرين فنزل عليه يوم الإثنين الثامن والعشرين من الشهر ونصب عليه المجانيق، ولم يكن به غير المقاتلة، فقاتلوا قتالا شديدا، وأخذت النقوب الحصن من كل جانب، فطلب من فيه الأمان فأومنوا يوم الإثنين ثالث عشر ذي القعدة، وبعث بهم على الجمال إلى مأمنهم مع بيسري، وتسلّم الحصن بما فيه من السلاح، ثم هدمه، وكان