الدين، أبو السعادات أحمد بن/٢٣ ب/القاضي الأعزّ أبي الفوارس مقدام بن أحمد بن شكر (١)، ودفن من الغد بسفح المقطّم.
وكان أحد الكبراء المشهورين بديار مصر، وهو متأهّل للوزارة وغيرها، معروف بالمناصب والرأي والعقل والتقدّم في الدول، وله يد في النظم والأدب ومشاركة في غيره.
شوّال
[[مهادنة صاحب طرابلس]]
وعيّد السلطان عيد الفطر على حصن عكار، ورحل إلى مرج صافيتا.
وفي يوم السبت رابع شوال خيّم السلطان بالعساكر على طرابلس، فسيّر صاحبها إليها يسأل عن سبب قصده، فقال:«لأرعى زرعكم، وأخرّب بلادكم، وأعود لحصاركم في السنة الآتية». فبعث إليه صاحبها يستعطفه، ثم حصل الصلح مدّة عشر سنين على أمور اتفقوا عليها (٢).
[فرار الصارم مبارك مقدّم الإسماعيلية من الحبس]
ولما كان السلطان على طرابلس بعث إليه أولاد الصارم مبارك، مقدّم الإسماعيلية يستعطفونه عليهم وعلى والدهم، وكان في حبسه. فاتفق الحال على أن ينزلوا من العلّيقة ويسلّموها لنوّاب السلطان ويخرج والدهم من الحبس، ويقطع بمصر خبزا ويكونوا عنده، فلما نزلوا خلع عليهم وبعث بهم إلى مصر فحبسوا، وولّى الحصن علم الدين سلطان، ثم طلب الصارم مبارك من الحبس بعد أيام من وصولهم فلم يعلم له خبر، فأمر السلطان بحبس والي القاهرة بهذا السبب، فحبس يوما ثم شفع فيه فأطلق (٣).