وفضلت فضلة فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «أشهد أن لا إله إلا الله، وأنى رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجز عن الجنة»«١» رواه مسلم.
وعن أنس قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عروسا بزينب، فعمدت أمى أم سليم إلى تمر وسمن وأقط فصنعت حيسا، فجعلته فى تور، فقالت: يا أنس اذهب بهذا إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقل: بعثت بهذا إليك أمى، وهى تقرئك السلام، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «ضعه» ثم قال: «اذهب فادع لى فلانا وفلانا» رجالا سماهم، «وادع لى من لقيت» فدعوت من سمى ومن لقيت، فرجعت فإذا البيت غاص بأهله، قيل لأنس: عددكم كانوا؟ قال: زهاء ثلاثمائة، فرأيت النبى- صلى الله عليه وسلم- وضع يده على تلك الحيسة وتكلم بما شاء الله، ثم جعل يدعو عشرة عشرة يأكلون منه، ويقول لهم:«اذكروا اسم الله، وليأكل كل رجل مما يليه» قال: فأكلوا حتى شبعوا، فخرجت طائفة بعد طائفة حتى أكلوا كلهم، قال لى:«يا أنس ارفع فرفعت، فما أدرى حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت»«٢» رواه البخارى ومسلم.
وعن جابر أن أم مالك كانت تهدى للنبى- صلى الله عليه وسلم- فى عكة لها سمنا، فيأتيها فيسألونها الأدم، وليس عندهم شىء، فتعمد إلى الذى كانت تهدى فيها للنبى- صلى الله عليه وسلم- فتجد فيه سمنا، فما زال يقيم لها أدم بيتها حتى عصرته، فأتت النبى- صلى الله عليه وسلم- فقال:«أعصرتيها؟» قالت: نعم، قال:«لو تركتيها ما زال قائما»«٣» رواه مسلم.
وعنه أن رجلا أتى النبى- صلى الله عليه وسلم- يستطعمه، فأطعمه شطر وسق من شعير، فما زال يأكل منه وامرأته وضيفه حتى كاله، فأتى النبى- صلى الله عليه وسلم- فأخبره، فقال:«لو لم تكله لأكلتم منه ولقام بكم»«٤» . رواه مسلم أيضا.
(١) صحيح: أخرجه مسلم (٢٧) فى الإيمان، باب: الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا. (٢) صحيح: أخرجه البخارى (٥١٦٣) فى النكاح، باب: الهدية للعروس تعليقا، ووصله مسلم (١٤٢٨) فى النكاح، باب: زواج زينب بنت جحش ونزول الحجاب. (٣) صحيح: أخرجه مسلم (٢٢٨٠) فى الفضائل، باب: فى معجزات النبى- صلى الله عليه وسلم-. (٤) صحيح: أخرجه مسلم (٢٢٨١) فيما سبق.