قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: من خصائصه- صلى الله عليه وسلم- أنه أخبره الله تعالى بالمغفرة ولم ينقل أنه أخبر أحدا من الأنبياء بمثل ذلك، ويدل له قولهم فى الموقف:«نفسى نفسى» . وقال ابن كثير فى تفسير هذه الآية- يعنى آية الفتح- لم يشاركه فيها غيره. وقد أخرج أبو يعلى والطبرانى والبيهقى عن ابن عباس قال: إن الله فضل محمدا- صلى الله عليه وسلم- على أهل السماء وعلى الأنبياء، قالوا: فما فضله على أهل السماء، قال: إن الله تعالى قال لأهل السماء:
وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ «٢» وقال لمحمد- صلى الله عليه وسلم-:
إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ فقد كتب له براءة، قالوا: فما فضله على الأنبياء؟ قال: إن الله تعالى قال: وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ «٣» وقال لمحمد: وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ «٤» ، فأرسله إلى الإنس والجن.
[* ومنها: أنه أكرم الخلق على الله]
، فهو أفضل من كل المرسلين، وجميع الملائكة المقربين، وسيأتى الجواب عن قوله- صلى الله عليه وسلم- فى حديث ابن عباس، عند مسلم:«ما ينبغى لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى»«٥» ونحو ذلك فى المقصد السادس- إن شاء الله تعالى-.
[* ومنها: إسلام قرينه.]
رواه مسلم من حديث ابن مسعود، والبزار من حديث ابن عباس.
(١) سورة الفتح: ٢. (٢) سورة الأنبياء: ٢٩. (٣) سورة إبراهيم: ٤. (٤) سورة سبأ: ٢٨. (٥) صحيح: أخرجه البخارى (٣٣٩٦) فى أحاديث الأنبياء، باب: قول الله تعالى وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى، ومسلم (٢٣٧٧) فى الفضائل، باب: فى ذكر يونس- عليه السّلام-.