، وليس لمن قبلهم إلا ما سعى، قاله عكرمة. وأما قوله تعالى: وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى «٢» .
ففيها أجوبة:
أحدها: أنها منسوخة، روى ذلك عن ابن عباس، نسخها قوله تعالى:
وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ «٣» . فجعل الولد الطفل فى ميزان أبيه، ويشفع الله الآباء فى الأبناء، والأبناء فى الآباء، بدليل قوله تعالى:
آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً «٤» .
الثانى: أنها مخصوصة بالكافر، وأما المؤمن فله ما سعى غيره. قال القرطبى: وكثير من الأحاديث يدل على هذا القول، وأن المؤمن يصل إليه ثواب العمل الصالح من غيره. وفى الصحيح عن النبى- صلى الله عليه وسلم- «من مات وعليه صيام صام عنه وليه»«٥» وقال- صلى الله عليه وسلم- للذى حج عن غيره «حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة»«٦» ، وعن عائشة أنها اعتكفت عن أخيها عبد الرحمن وأعتقت عنه.
(١) أخرجه أحمد فى «المسند» (٥/ ١٩٩) ، والحاكم فى «المستدرك» (٢/ ٥٣٨) ، من حديث ابن عباس- رضى الله عنهما-. (٢) سورة النجم: ٣٩. (٣) سورة الطور: ٢١. (٤) سورة النساء: ١١. (٥) صحيح: أخرجه البخارى (١٩٥٢) فى الصوم، باب: من مات وعليه صوم، ومسلم (١١٤٧) فى الصيام، باب: قضاء الصيام عن الميت، من حديث عائشة- رضى الله عنها-. (٦) صحيح: أخرجه أبو داود (١٨١١) فى المناسك، باب: الرجل يحج عن غيره، وابن ماجه (٢٩٠٣) فى المناسك، باب: الحج عن الميت، من حديث ابن عباس- رضى الله عنهما-، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح الجامع» (٣١٢٨) .