وقال تعالى:{وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ}[المؤمنون: ٧١].
وجه الدلالة:
اتباع الهوى وترك الانقياد لأمر الله تعالى مضاد لعبادة الله التي أَمَرَ الله بها، وقال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: ٤].
فقد حصر الأمر في شيئين: الوحي وهو الشريعة، والهوى، فلا ثالث لهما، وإذا كان كذلك فهما متضادان؛ لذا كان قصد الشَّارع الخروج عن اتباع الهوى، والدخول تحت التعبد للمولى (١).
ثانيًا: السنة المطهرة:
١ - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "حقُّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا"(٢).
وجه الدلالة: دلَّ الحديث على ثبوت أن العباد مخلوقون لعبادة الله تعالى، والامتثال لأحكامه أمرًا ونهيًا بما يؤكد دلالة المجموعة الأولى من الآيات.
٢ - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاث مهلكات: شحٌّ مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه"(٣).
(١) الموافقات، للشاطبي، (٢/ ١٧٠). (٢) أخرجه: البخاري، كتاب الجهاد، باب: اسم الفرس والحمار، (٢٨٥٦)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب: الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا، (٣٠) من حديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: كنت ردف النبي - صلى الله عليه وسلم - على حمار يقال له عُفير، فقال: "يا معاذ؛ هل تدري ما حق الله على عباده وما حق العباد على الله؟ "؛ قلت: الله ورسوله أعلم! قال: "فإن حق الله. . . " فذكره. (٣) أخرجه: الطبراني في "المعجم الأوسط" (٥/ ٣٢٨)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (١/ ٤٧١)، والبزار في =