١ - الأحاديث الدالة على بقاء طائفة قائمة بأمر الله لا يضرها من خالفها أو خذلها إلى قيام الساعة، ومن ذلك: حديث جابر بن سمرة -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"لن يَبْرَحَ هذا الدين قائمًا يقاتِل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة"(٢).
حديث معاوية -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك"(٣).
وهذا كله مصداق قوله تعالى:{وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}[الأعراف: ١٨١]، وهذا يدل على حفظ الدين وبقاء أحكامه، ولا سيما الجهاد إلى يوم القيامة، كما يحمل في ثناياه البشارة الصادقة بالنصر والتمكين.
٢ - الأحاديث الآمرة بالمحافظة على ثبات الأحكام الشرعية وحرمة تبديلها، ومنها:
حديث العرباض بن سارية -رضي الله عنه- قال: "وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع، فأوصنا،
(١) أخرجه: أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي في "جامعه الصحيح"، تحقيق: أحمد محمد شاكر، دار إحياء التراث العربي، بيروت، كتاب تفسير القرآن عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، باب: ومن سورة المائدة، (٣٠٥٤)، من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، ورواه بعضهم عن عثمان بن سعد مرسلاً ليس فيه: عن ابن عباس، ورواه خالد الحذاء عن عكرمة مرسلاً" اهـ. (٢) أخرجه: مسلم، كتاب الإمارة، باب: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم مَن خالفهم"، (١٩٢٢). (٣) أخرجه: البخاري، كتاب المناقب، (٣٦٤١)، ومسلم، كتاب الإمارة، باب: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم مَن خالفهم"، (١٠٣٧).