وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث مسروق قال: قلت لعائشة - رضي الله عنها -: يا أمتاه، هل رأى محمد - صلى الله عليه وسلم - ربه؟ فقالت: لقد قف شعري (٣) مما قلت! أين أنت من ثلاث، من حدثكهن فقد كذب: من حدثك أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - رأى ربه؛ فقد كذب، ثم قرأت: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (١٠٣)} [الأنعام: ١٠٣]، {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}[الشورى:٥١]، ومن حدثك أنه يعلم ما في غدٍ؛ فقد كذب، ثم قرأت:{وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا}[لقمان:٣٤]، ومن حدثك أنه كتم؛ فقد كذب، ثم قرأت:{يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}[المائدة:٦٧] الآية، ولكنه رأى جبريل - عليه السلام - في صورته مرتين (٤).
وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث زر بن حُبيشٍ في قول الله تعالى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (٩) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (١٠)} [النجم: ٩ - ١٠]. قال: حدثنا ابن مسعود - رضي الله عنه -:
(١). المقحمات: معناها الذنوب العظام الكبار التي تهلك أصحابها. (٢). برقم ١٧٣. (٣). قف شعري: معناه: قام شعري من الفزع لكوني سمعت ما لا ينبغي أن يقال. (٤). صحيح البخاري برقم ٤٨٥٥، وصحيح مسلم برقم ١٧٧.