الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد ..
فإن نوح - عليه السلام - من أولي العزم من الرسل، وهو الأب الثاني للبشر صلى الله عليه وسلم.
روى ابن حبان في صحيحه من حديث أبي أمامة أن رجلًا قال: يَا رَسُولَ اللهِ! أَنَبِيٌّ كَانَ آدَمُ؟ قَالَ:«نَعَمْ، مُكَلَّمٌ»، قَالَ: فَكَمْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نُوحٍ؟ قَالَ:«عَشَرَةُ قُرُونٍ»(١).
وروى الطبري في تفسيره عن عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال:«كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق، فاختلفوا، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين»(٢).
«فإن كان المراد بالقرن مائة سنة، كما هو المتبادر عند كثير
(١) ص ١٠٦١ برقم ٦١٥٧، قال ابن كثير في البداية والنهاية (١/ ٢٣٧): وهذا الحديث على شرط مسلم ولم يخرجه. (٢) (٣/ ٦٢٠)، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في تلبيس الجهمية (٣/ ٦٥): ثابت، وقال عكرمة: كلهم على الإسلام.