الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:
فإن من الصفات المذمومة التي ذمها الله ورسوله صفة الكبر، قال الغزالي رحمه الله:«هو استعظام النفس ورؤية قدرها فوق قدر الغير»(١)، وقال بعضهم:«الكبر: هو استعظام الإنسان نفسه واستحسان ما فيه من الفضائل والاستهانة بالناس واستصغارهم والترفع على من يجب التواضع له»(٢).
والتعريفان يصبان في معنى واحد.
«قال تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور (١٨)} [لقمان: ١٨]. {وَلَا تُصَعِّرْ}: أي تميله وتُعرض به عن الناس تكبراً عليهم، والمرح: التبختر، وقال تعالى عن موسى عليه السلام: {إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَاّ يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَاب (٢٧)} [غافر: ٢٧]».
روى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن مسعود رضي اللهُ عنه
(١) إحياء علوم الدين (٣/ ٣٤٥). (٢) تهذيب الأخلاق للجاحظ ص: ٣٢.