ونفَّل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ أبا قتادة الحارث بن ربعي - رضي الله عنه -، سلب رجل قتله، فقد أخرج الشيخان في صحيحيهما عن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَامَ حُنَيْنٍ فَلَمَّا الْتَقَيْنَا كَانَتْ لِلْمُسْلِمِينَ جَوْلَةٌ، قَالَ: فَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ عَلَا (١)
فقال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: لاها الله! (٣) إذًا لا يعمد (٤) إلى
(١) قال الحافظ في الفتح (٨/ ٣٧) علا: ظهر. (٢) قال الحافظ في الفتح (٨/ ٣٧): في السياق حذف، بينته الرواة الثانية حيث قال: فتحلل ودفعته، ثم قتلته، وانهزم المسلمون، وانهزمت معهم، فإذا عمر بن الخطاب. (٣) قال الحافظ في الفتح (٨/ ٣٨): المعنى: لا والله. (٤) قال الحافظ في الفتح (٨/ ٣٩): أي لا يقصد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رجل كأنه أسدٌ في الشجاعة يقاتل عن دين الله ورسوله فيأخذ حقه ويعطيكه بغير طيبة من نفسه.