وروى المنذري في الترغيب والترهيب عن ابن المبارك عن سفيان الثوري عن الزبير بن عدي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: وقف النبي - صلى الله عليه وسلم - بعرفات وكادت الشمس أن تؤوب، فقال:«يَا بِلالُ! أَنْصِتِ لِيَ النَّاسَ»، فَقال:«مَعَاشِرَ النَّاسِ، أَتَانِي جِبْرِيلُ آنِفًا، فَأَقْرَانِي مِنْ رَبِّيَ السَّلَامَ، وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ غَفَرَ لِأَهْلِ عَرَفَاتٍ وَأَهْلِ الْمَشْعَرِ، وَضَمِنَ عَنْهُمُ التَّبِعَاتِ»، فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -، فَقال: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا لَنَا خَاصَّةً؟ قَالَ:«هَذَا لَكُمْ وَلِمَنْ أَتَى مِنْ بَعْدِكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»، فَقَالَ عُمَرُ: كَثُرَ واللهِ خَيْرُ اللهِ وَطَابَ (٢).
- ومنها: أنه يوم العيد لأهل الموقف، روى أبو داود في سننه من حديث عقبة بن عامر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«يَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الإِسْلَامِ»(٣).
(١). صحيح مسلم برقم ١١٦٢، وسنن الترمذي برقم ٧٤٩ واللفظ له. (٢). (٢/ ١٥٧) برقم ١٧٣٧، قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: إن ثبت سنده إلى ابن المبارك فهو على شرط الصحيح اهـ، نقله السيوطي في اللآلي (٢/ ١٠٤)، قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - في تعليقه على صحيح الترغيب والترهيب: وظني أنه لو لم يثبت سنده إلى ابن المبارك ما جزم المؤلف بنسبته إليه كما هو ظاهر، ومع ذلك فله شواهد خرجتها في الصحيحة برقم ١٦٢٤، والله تعالى أعلم (٢/ ٣٣) برقم ١١٥١. (٣). برقم ٢٤١٩، وصححه الشيخ الألباني - رحمه الله - كما في صحيح سنن أبي داود (٢/ ٤٥٨) برقم ٢١١٤.