وقال تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣)} [الفجر:٣]. قال ابن عباس - رضي الله عنهما - وعكرمة والضحاك: الوتر يوم عرفة، والشفع يوم النحر (١).
قال تعالى:{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}[الحج:٢٧]. قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: الأيام المعلومات: أيام عشر ذي الحجة (٢).
وأما فضائله في السُّنة فهي كثيرة جدًّا، فمن ذلك:
- أنه أحد الأيام العشرة المفضلة في أعمالها على غيرها من أيام السنة، روى البخاري في صحيحه والترمذي في سننه من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ»، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَاّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ»(٣).
- ومنها: أنه يوم المغفرة، وصيامه يكفر سنتين، ويُشرع صيامه لغير الحاج، روى مسلم في صحيحه والترمذي في سننه من حديث أبي قتادة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، إِنِّي
(١). تفسير ابن كثير - رحمه الله - (١٤/ ٣٣٨). (٢). صحيح البخاري، باب فضل العمل في أيام التشريق. (٣). صحيح البخاري برقم ٩٦٩، وسنن الترمذي برقم ٧٥٧ واللفظ له.