- ومنها: أنه يوم العتق من النار، روى مسلم في صحيحه من حديث عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ - عز وجل - فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ»(١).
- ومنها: أن الله يباهي بالحجاج الملائكة، فقد روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول:«إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي مَلائِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا»(٢).
قال ابن عبدالبر - رحمه الله -: «وهذا يدل على أنهم مغفور لهم؛ لأنه لا يباهي بأهل الخطايا والذنوب إلا من بعد التوبة والغفران»(٣).
- ومنها: أنه ركن الحج الأعظم، فمن فاته الوقوف بعرفة، فقد فاته الحج، فقد روى النسائي في سننه من حديث عبدالرحمن بن يعمر أن النبي - رضي الله عنه - قال:«الْحَجُّ عَرَفَةُ»(٤). قال ابن حجر - رحمه الله -: «أي معظم الحج وركنه الأكبر»(٥).
فإذا وافق يوم عرفة يوم الجمعة كما حصل في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -،
(١). برقم ١٣٤٨. (٢). (١١/ ٦٦٠) برقم ٧٠٨٩، وقال محققوه: إسناده لا بأس به، وأصله في صحيح مسلم برقم ١٣٤٨. (٣). التمهيد (١/ ١٢٠). (٤). برقم ٣٠١٦، وصححه الشيخ الألباني - رحمه الله - كما في صحيح سنن النسائي (٢/ ٦٣٣) برقم ٢٨٢٢. (٥). فتح الباري (١١/ ٩٤).