وقدْ مَرَّ ما يحتاج إليه؛ من الحدِّ (١)؛ والغَرضِ؛ وغيرِ ذلك (٢).
ولَمَّا كان علمُ البيان معرفةَ مراتبِ العبارات في الجلاءِ -أرادَ أن يُبيِّن أنّ تفاوتَ العباراتِ [الدّالّة على مَعْنى واحدٍ](٣) واختلافَ الطُّرقِ المؤدِّية إليه (٤) في الجلاءِ والخفاءِ لا يُمْكنُ بالدّلالة الوضعيّة (٥)؛لأنّك إذا أردتَّ تشيبهَ الخدّ بالورد في الحُمْرة - مثلًا - وقلتَ:(خَدٌّ يُشْبهُ الورد فيها)(٦) - لا يُمكن أنَّ يكون كلامٌ مؤد لهذا المعنى بالدّلالة الوضعيّة أكملَ منه في الوضوحِ (٧) أو أنقص (٨)؛ لأنه؛ أي: لأَنَّ السَّامعَ حين استعمل بإزاءِ كلِّ كلمةٍ منها ما يُرادفها. إنْ علم الوضعَ؛ أي: وضع المرادفات لتلك المفهومات المدلول عليها فهِم بلا تفاوتٍ؛ أي: كان فهمُ السّامعِ من الْمُرادفاتِ كفَهمِه من الكلماتِ الأُولى؛ من غير تفاوُتٍ في
(١) في الأصل: "الحدود". والصَّواب من: أ، ب. (٢) راجع ص (٢٢٩ - ٢٣٠) قسم التحقيق. (٣) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل. ومثبت من أ، ب. (٤) في الأصل: "المرادفة". والصَّواب من: أ، ب. (٥) المرادُ بالدّلالة الوضعيّة: دلالةُ اللَّفظ على ما وضع له. (٦) في الأصل: "فربّما". والصَّواب من: أ، ب. والضّمير في "فيها" عائدٌ إلى الحمرة. (٧) في الأصل: "الوضع" والصواب من أ، ب. (٨) في أ: "وأنقص" عطفًا بالواو.