الوجهُ (١) ما قال (٢) في "المفتاح"، وقال: وعُدَّ عطفًا عَلى {فَاتَّقُوا}(٣)؛ وهو إشارةٌ إلى قولِ الزَّمخشريِّ في "الكشّافِ"(٤): "ولكَ أن تقولَ: هو معطوفٌ على {فَاتَّقُوا}؛ كما تقول:(يا بنِي تميمٍ احذروا عقوبةَ ما جنيتم، وبَشِّر -يا فلان- بني أسدٍ بإحساني إليهم!) ".
والأظهرُ؛ أي: عند السَّكّاكيِّ (٥)، أنَّه على (قُلْ)؛ أي: أنّه معطوفٌ على (قُل) مُقَدّرًا ومُرادًا قبل: {يَا أَيُّهُا النَّاسُ اعْبُدُوا}(٦)؛ لكون إرادةُ القولِ بواسطةِ انصبابِ الكلام إلى معناه غير
(١) كلمة: "الوجه" ساقطة من ب. (٢) أي: الَّذي قاله. (٣) ينظر: المفتاح: (٢٥٩). (٤) (١/ ١٣٤). (٥) ظاهر قول المصنّف: "والأظهر" أَنَّه يؤيد هذا الرّأي؛ بينما ظاهر قول الشّارح بعدَه: "أي: عند السَّكّاكيّ" اختصاصه بالسَّكّاكيّ دون المصنّف أو الشّارح. وإذ لم يُورد عنه أو عن شيخه المصنّف رأيًا آخر؛ ناهيك عمّا يكشف عنه السِّياق -فيما بعد- من موافقة لرأي السَّكاكيّ - فإنّي أرى عدم مناسبة تدخّل الشّارح بالعبارة المتقدّمة، لما تحمله من إيهام. فإن كان ولا بدّ فالأَوْلَى أن تكون: "كما حكاه السَّكّاكيّ"؛ والله أعلم. (٦) سورة البقرة، من الآية: ٢١.