المعرف باللَّام] (١) إذا أُريدَ به الحقيقة أفاد حصرها في المبتدأ، أي: كونه مَعْلومًا لا يمنع كونِ الخبر مُفيدًا (٢). إذ قد يُقْصَدُ به لازم الفائدةِ، أَوْ الفائدة نفسها؛ مع أنَّه قد يُقْصدُ به فائدة أُخرى هي (٣): الحصر (٤)؛ وهو إذا كان اللَّامُ (٥) للتَّعريف وأُريد به (٦) الحقيقة والجنس؛ فإنَّكَ إذا قلت:"زيدٌ المنطلق"؛ وأَردتَّ حقيقة المنطلق أفادَ حصر الانطلاق في زيدٍ؛ لأنَّ حقيقةَ المنطلق -حينئذٍ- هو زيد؛ فلا (٧) يكون غيره منطلقًا.
قال السَّكَّاكيُّ:"زيدٌ المنطلق"، و "المنطلقُ زيدٌ"، كلا العبارتين تستلزمُ انحصار الانطلاق في زيدٍ (٨). وعبارةُ الأُسْتاذ تُشعرُ بخلافِهِ.
وأيضًا: بنَى السَّكَّاكيُّ الحصرَ على الاستغراق؛ فإنَّه بعدما ذَكَر أنَّ المقامَ إذا كان خطابيًّا، مثل:"المؤمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ"(٩) حُمل على
= الطّريق إليها مختلف. (١) ما بين المعقوفتين غير موجود في الأصل. ومثبت من أ، ب. وبه يتّضح المعنى. (٢) في الأصل: "مفيد". والصَّواب من: أ، ب. (٣) في أ: "وهي". (٤) أي: قصر الخبر على المبتدأ بحيث لا يتجاوزه إلى غيره؛ حقيقة أو ادّعاء. (٥) في ب: "باللّام"؛ وهو تحريف بالزّيادة. (٦) في ب: زيادة "حصر"، والسِّياق يرفضها. (٧) في ب: "ولا". (٨) ينظر: المفتاح: (٢١٦). (٩) حديثٌ أخرجه أبو داود في سننه: (٥/ ١٤٤)، والترمذي في جامعه: (٤/ ٣٠٣)، والإمام أحمد في مسنده: (٢/ ٢٩٤). وتمامُه: "والفاجِرُ خِبٌّ لئيم". وقال عنه =