النبي ﷺ قال:"إن لكل نبي حواري وحواريَّ الزبير بن العوام"] (١)، رويناه عن طريق الترمذي عن زرعة (٢) عن علي بن أبي طالب ﵁.
وفي رواية:"الزبير ابن عمتي وحواريي من أمتي"؛ أي: خاصتي من أصحابي وناصري، ومنه الحواريون أصحاب المسيح ﵇ أي: خلصاؤه وأنصاره، وأصله من التحوير وهو التبييض، قيل: إنهم كانوا قصَّارِينَ يحوّرون الثياب؛ أي: يبيضونها، ومنه: الخبَزُ الحواريّ: الذي نُخِل مرة بعد مرة، قال الأزهري: الحواريون خلصان الأنبياء ﵇، وتأويله: الذين أَخْلَصُوا وَنُقُّوا من كل عيب.
قوله:"والبطل": الشجاع "الذي يصول" أي: يحمل، قوله:"يوم محجل" أراد به: يوم الحرب المشهور بين الناس، وارتفاع "يوم" على أنه فاعل كان، وهي تامة.
٤ - قوله:"صفية أمه" هي صفية بنت عبد المطلب (٣) عمة رسول الله ﷺ، قوله:"لمرفل" بالفاء أي: لمعظم، من الترفيل وهو التعظيم.
٥ - قوله:"مجد مؤثل" المجد: الكرم، ومؤثل: من التأثيل وهو التأصيل.
٦ - قوله:"يُجْزِل": من أجزل إذا أعطى عطاء كثيرًا، قوله:"حَشَّها": من حش الحرب إذا أسعرها وهيجها تشبيهًا بإِسْعَارِ النار، ومنه يقال للرجل الشجاع نِعْمَ مُحُشي الكتيبة، قوله:"بأبيض" أي: بسيف أبيض.
٧ - قوله:"يرقِلُ" من الإرقَال، وهو نوع من الخبب، أراد أنه يسبق الناس إلى الحرب وهو يجري.
قوله:"فما مثله فيهم" أي: فمَا مثل الزبير فيهم أي بينهم، ولا كان مثله، قبله؛ أي وليس يكون مثله -أيضًا- في المستقبل طول الدهر، و " [ما دام](٤) يذبل" بفتح الياء آخر الحروف وسكون الذال المعجمة وضم الباء الموحدة وفي آخره لام؛ وهو اسم لجبل معروف، قال يعقوب: يقال له: يذبل الجوع؛ لأنه مُجدَبٌ دائمًا (٥).
الإعراب:
قوله:"فما" ما للنفي بمعنى ليس، و"مثله" بالرفع اسمه، وخبره قوله:"فيهم" أي: ليس
(١) ما بين المعقوفين سقط في (أ). (٢) هو عبد الله بن عبد الكريم بن يزيد أبو زرعة- الرازي، من حفاظ الحديث، جالس ابن حنبل (ت ٢٦٤ هـ)، الأعلام (٤/ ١٩٤)، وقد يكون هو عبد الرحمن بن عمرو أبو زرعة الدمشقي، من أئمة زمانه في الحديث، ألف مسائل في الحديث والفقه (ت ٢٨٠ هـ)، الأعلام (٣/ ٣٢٠). (٣) هي صفية بنت عبد المطلب بن هاشم، أسلمت قبل الهجرة وهاجرت إلى المدينة، وهي شاعرة، توفيت بالمدينة (٢٠ هـ)، الأعلام (٣/ ٢٠٦). (٤) ما بين المعقوفين سقط في (أ). (٥) اللسان مادة: "ذبل".