الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ﴾ [الدخان: ١٥ - ١٦] قال: فعادوا يوم بدر فانتقم الله منهم) (١).
٣٦٣ - قال عاصم:(شهدت جنازةً فيها زيدُ بن علي، فأنشأ يحدث يومئذٍ، فقال: إن الدخان يجيء قبل يوم القيامة، فيأخذ بأنف المؤمن الزكام، ويأخذ بمسامع الكافر. قال: قلت: رحمك الله، إن صاحبنا عبد الله قد قال غير هذا، قال: إن الدخان قد مضى، وقرأ هذه الآية: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (١٠) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الدخان: ١٠ - ١١]، قال: أصاب الناسَ جَهدٌ حتى جعل الرجل يرى ما بينه وبين السماء دخانًا، فذلك قوله: ﴿فَارْتَقِبْ﴾ [الدخان: ١٠]، وكذا قرأ عبد الله إلى قوله: ﴿مُؤْمِنُونَ﴾ [الدخان: ١٢]، قال: ﴿إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلاً﴾ [الدخان: ١٥]. قلت لزيد: فعادوا، فأعاد الله عليهم بدرًا، فذلك قوله: ﴿وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا﴾ [الإسراء: ٨] فذلك يوم بدر. قال: فقبل والله، قال عاصم: فقال رجلٌ يردّ عليه، فقال زيد رحمة الله عليه: أما إن رسول الله ﷺ قد قال: (إنكم سيجيئكم رُواةٌ، فما وافق القرآن فخذوا به، وما كان غير ذلك فَدَعوه)(٢).
٣٦٤ - قال علي بن أبي طالب:(لم تمض آية الدخان بعد، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام، وتنفخ الكافر حتى ينفد)(٣).
٣٦٥ - ﴿يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ﴾ [الدخان: ١٦]. قال عكرمة:(قال ابن عباس: قال ابن مسعود: البطشة الكبرى يوم بدر. وأنا أقول: هي يوم القيامة)(٤).
٣٦٦ - قال إبراهيم: (مرَّ بي عكرمة فسألته عن البطشة الكبرى، فقال: يوم
(١) جامع البيان، لابن جرير ٢١/ ١٤. (٢) جامع البيان، لابن جرير ٢١/ ١٦. (٣) تفسير ابن أبي حاتم ١٠/ ٣٢٨٨. (٤) جامع البيان، لابن جرير ٢١/ ٢٧. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: ١٣٥).