٢٦٧ - ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ﴾ [الكهف: ٨٦]. عن عثمان بن أبي حاضر:(أن ابن عباس ذُكر له أن معاوية بن أبي سفيان قرأ الآية التي في الكهف: (تغرب في عين حامية)، قال ابن عباس: فقلت لمعاوية ﵁: ما نقرؤها إلا ﴿حَمِئَةٍ﴾. فسأل معاويةُ عبدَ الله بن عمرو: كيف تقرؤها؟ فقال عبد الله: كما قرأتَها، فقال ابن عباس: فقلت لمعاوية: في بيتي نزل القرآن. فأرسل إلى كعب، فقال له: أين تجد الشمس تغرب في التوراة؟ فقال له كعب: سل أهل العربية فإنهم أعلم بها، وأما أنا فإني أجد الشمس تغرب في التوراة في ماء وطين، وأشار بيده إلى المغرب. قال ابن أبي حاضر: لو أني عندكما أيدتك بكلام وتزداد به بصيرة في ﴿حَمِئَةٍ﴾، قال ابن عباس: ما هو؟ قلت: فيما نأثر قول تبع فيما ذكر به ذا القرنين في كَلَفِه بالعلم واتباعه إياه:
قد كان ذا القرنين عمرو مسلمًا … ملكًا تدين له الملوك وتحسد
فأتى المشارق والمغارب يبتغي … أسباب ملك من حكيم مرشد
فرأى مغيب الشمس عند غروبها … في عين ذي خلب وثأط حرمد
فقال ابن عباس: ما الخلب؟ قلت: الطين بكلامهم. قال: ما الثأط؟ قلت: الحمأة. قال: فما الحرمد؟ قلت: الأسود. فدعا ابن عباس غلامًا فقال له: اكتب ما يقول هذا الرجل) (١).
٢٦٨ - ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (١٠٣) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً﴾ [الكهف: ١٠٣ - ١٠٤]. قال مصعب بن سعد:(قلت لأبي: ﴿وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً﴾ [الكهف: ١٠٤] أهم الحَروريّة؟ قال: هم أصحاب الصوامع. وفي لفظ: قال: لا، هم اليهود والنصارى، ولكن الحَروريّة قوم زاغوا فأزاغ الله قلوبهم)(٢).
(١) تفسير البستي ١/ ١٥١، والدر المنثور، للسيوطي ٥/ ٣٩٦. (٢) جامع البيان، لابن جرير ١٥/ ٤٢٤.