١١٤ - قال عمران بن حُدير:(قعد نفرٌ من الأباضية من بني عمرو بن سدوس، فقالوا: يا أبا مجلز أرأيت قول الله: ﴿وَمَنْ لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة: ٤٤] أحقٌّ هو؟ قال: نعم. قالوا: ﴿فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [المائدة: ٤٥] أحقٌّ هو؟ قال: نعم. قالوا: ﴿فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [المائدة: ٤٧] أحقٌّ هو؟ قال: نعم. قالوا: يا أبا مجلز فيَحكم هؤلاء بما أنزل الله؟ قال: هو دينُهم الذي يَدينون به، وبه يقولون، وإليه يَدعون، فإن هم تركوا شيئًا منه عرَفوا أنهم قد أصابوا ذنبًا. فقالوا: لا والله، ولكنك تَفرَقُ. قال: أنتم أَولى بهذا منّي، لا أرى، وإنكم ترون هذا ولكنكم يمنعكم أن تُمضوا أمرَكم من خشيتهم، إنما أُنزلت هذه الآية في اليهود والنصارى وأهلِ الشرك)(١).
١١٥ - قال أبو صالح:(﴿وَمَنْ لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة: ٤٤]، ﴿هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [المائدة: ٤٥]، ﴿هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [المائدة: ٤٧]، ليس في أهل الإسلام منها شيء، هي في الكفار)(٢).
١١٦ - قال حكيم بن جبير: (سألتُ سعيدَ بن جبير عن هذه الآيات في المائدة: ﴿وَمَنْ لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة: ٤٤]، ﴿فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [المائدة: ٤٥]، ﴿فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [المائدة: ٤٧]، فقلت: زعم قومٌ أنها نزلت على بني إسرائيل ولم تنزل علينا. قال: اقرأ ما قبلها وما بعدها، فقرأت عليه، فقال: لا، بل نزلت علينا. ثم لقيتُ مِقسمًا مولى ابن عباس، فسألته عن هذه الآيات في المائدة، قلت: زعم قومٌ أنها نزلت على بني إسرائيل ولم تنزل علينا. قال: إنه نزل على بني إسرائيل ونزل علينا، وما نزل علينا وعليهم فهو لنا ولهم. ثم دخلتُ