٥٦ - ﴿وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ﴾ [البقرة: ٢٨٢]. قال الشافعي:(إنما معناه أن يقرّ قطُّ بالحقّ، ليس معناه أن يُملي)(١).
٥٧ - ﴿وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ﴾ [البقرة: ٢٨٢]. قال داود بن أبي هند:(سألتُ مجاهدًا عن الظّهار من الأمةِ؟ فقال: ليس بشيء. فقلتُ: أليس الله يقول: ﴿وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِّسَائِهِمْ﴾ [المجادلة: ٣]، أفَلسن من النساء؟ فقال: والله يقول: ﴿وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ﴾ [البقرة: ٢٨٢]، أفَتجوزُ شهادةُ العبد!)(٢).
٥٨ - قال سعيد ابن مَرْجانة:(جئت عبد الله بن عمر فتلا هذه الآية ﴿وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ﴾ [البقرة: ٢٨٤]، ثم قال: لئن أُخذنا بهذه الآية لنهلكن، ثم بكى ابن عمر حتى سالت دموعه. قال: فقمت حتى أتيت ابن عباس، فقلت له ما تلا ابن عمر، وما فعل حين تلاها، فقال: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، لقد وجد المسلمون منها مثل ما وَجَد عبدُ الله بن عمر، فأنزل الله بعدها ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا﴾ [البقرة: ٢٨٦] إلى آخر السورة، فكانت هذه الوسوسة مما لا طاقة للمسلمين بها، وصار الأمر إلى أن قضى الله ﷿ أن للنفس ما كسبت، وعليها ما اكتسبت في القول والفعل)(٣).
(١) تفسير ابن أبي حاتم ٢/ ٥٥٧. (٢) الدر المنثور، للسيوطي ٢/ ١١٩. (٣) جامع البيان، لابن جرير ٥/ ١٣٢. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: ١٠٣).