(١٢٩ - ١) قال: "فَمَرَّتْ بِهِ سَحَابَانِ سُودٌ فَنُوديَ منْهَا"(٢):
[السحاب](٣) المفرد يكون واحدًا ويكونَ جمعًا، ويذكر ويؤنث؛ قال الله تعالى:{حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا}[الأعراف: ٥٧] فجاء "ثقَالًا" على الجمع، ثمّ أعاد الضمير إليه على لفظ المفرد الواحد في قوله تعالى:"فَسُقْنَاهُ". وقال تعالى:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ}[النور: ٤٣] فـ"بين" يقتضي الجمع، ثمّ جعل الضمير مذكرًا، ففي هذا الحديث ثَنَّى السحاب؛ فقد استعمل على الإفراد. ويجوز أن يكون الواحد جمعًا ثمّ ثناه (٤)؛ كما قالوا: إِبِلَانِ؛ كأنّه قال: قطيعان (٥) من الإبل. فعلى هذا يكون قوله:"سود" حملًا على الجمع. وقد يقال: سحابة، وسحاب، مثل: تمرة وتمر، فيكون جنسًا، فيكون (٦) الجمع على معناه.
(١) من بني ذهل بن شيبان، ووقع وهم لابن حجر - رحمه الله - في "التهذيب". حيث قال: وصحح ابن عبد البرّ أن اسمه حريث. والذي صححه ابن عبد البرّ في "الاستيعاب" أن اسمه الحارث، ونقله عنه - أيضًا - ابن الأثير. ينظر: "الاستيعاب" (١/ ٢٨٥)، و"أسدّ الغابة" (١/ ٣٨٦)، و"تهذيب التهذيب" (٢/ ١٢٠). (٢) ضعيف: وهو في"المسند" برقم (١٥٥٢٣)، وفيه سلام أبو المنذر النحوي، صدوق يهم ولفظه: "سحابات سود" ولعلّه من تصرف النساخ. والحديث أخرجه التّرمذيّ (٢٢٧٣)، وابن ماجه (٢٨١٦). (٣) سقط في خ. (٤) في ط: ثني. (٥) في خ: قطعتان. (٦) في ط: فيجيء. (٧) وهو أبو قتادة الأنصاري، الخزرجي. فارس رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -. توفي بالكوفة سنة أربع خمسين. ينظر ترجمته في: "الاستيعاب" (١/ ٢٨٩، ٤/ ١٧٣١)، و"أسدّ الغابة" (١/ ٣٩١، ٥/ ٢٥٠)، و"تهذيب التهذيب" (١٢/ ٢٢٤). (٨) صحيح: أخرجه البخاريّ (٦٥١٢)، ومسلم (٩٥٠)، وابن ماجه (١٩٣٠)، ومالك (٥٠٩)، وأحمد (٢٢٠٣٠).