العورة لغة: كل خلل يتخوف منه من ثغر أو حرب، والعورة كل مكمن للستر، وعورة الرجل والمرأة: سوأتهما (١).
والعورة اصطلاحًا:"كل ما حرَّم الله تعالى كشفه أمام من لا يحل النظر إليه"(٢).
وقد أوجب الشرع حفظ العورات وسترها عمن لا يحل له النظر إليها:
١ - قال الله تعالى:{يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}(٣).
وقد كان العرب في الجاهلية يطوفون بالبيت عراة، حتى بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم ونزلت هذه الآية، وأذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أن لا يطوف بالبيت عريان"(٤).
قال القرطبي -رحمه الله-: والخطاب في الآية لجميع العالم، وإن كان المقصود بها من كان يطوف من العرب بالبيت عريانًا، فإنه عام في كل مسجد للصلاة، لأن العبرة للعموم لا للسبب. اهـ (٥).
٢ - ونهى الله تعالى الناس عن كشف عورتهم وسماه فتنة، قال تعالى:{يابني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما ...}(٦).
٣ - ولأهمية ستر العورة ومكانتها في الإسلام فقد لازم الشارع بينها وبين التقوى، فقال سبحانه:{يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير}(٧).
٤ - وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قلت: يارسول الله، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال:"احفظ عورتك إلا من زوجك أو ما ملكت يمينك" قلت:
(١) «لسان العرب» (٤/ ٤١٦) ط. دار صادر. (٢) «نهاية المحتاج» (٢/ ٥)، و «تفسير القرطبي» (٧/ ١٨٢) ط. الكتاب العربي. (٣) سورة الأعراف: ٣١. (٤) صحيح: أخرجه البخاري (٣٦٩)، ومسلم (١٣٤٧). (٥) «الجامع لأحكام القرآن» (٧/ ١٨٩) ط. دار الكتاب العربي. (٦) سورة الأعراف: ٢٧. (٧) سورة الأعراف: ٢٦.