وقوله تعالى:{مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِه} اختلفوا في معناه: فقال الحسن وابن زيد: هذا في الكفار خاصة؛ لأنه يجازون بالعقاب على الصغير والكبير (٢).
وقال الضحاك في هذه الآية: يقول: ليس لكم ما تمنيتم، وليس لأهل الكتاب ما تمنوه، من عمل سوءًا شركًا فمات عليه يُجز به النار (٣).
وقال مقاتل بن حيان:{مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِه} بلغنا أنه الشرك (٤).
وقال الحسن في قوله:{مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِه} قال: هو الكافر، لا يجزي الله المؤمن يوم القيامة عمله، ولكن المؤمن يُجزى بأحسن عمله، ويتجاوز عن سيئاته، ثم قرأ:{لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الزمر: ٣٥]، وقرأ أيضًا:{وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ}[سبأ: ١٧](٥).
وقال سعيد بن جبير:{مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا} بغير الشرك (٦).
ويدل على أن المراد بهذه الآية الكفار دون المؤمنين قوله تعالى:
(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ١١١، وانظر: "معاني النحاس" ٢/ ١٩٧، و"بحر العلوم" ١/ ٣٩٠، و"الكشف والبيان" ٤/ ١٢٣ ب. (٢) أخرجه عنهما بمعناه الطبري ٥/ ٢٩٣، وسيأتي عند المؤلف سياق لأقوالهما. (٣) أخرجه بمعناه الطبري من طرق ٥/ ٢٩٣، وانظر: "الدر" ٢/ ٣٩٩. (٤) لم أقف عليه عن مقاتل بن حيان. وهذا القول لابن عباس وسعيد بن جبير، أخرج ذلك الطبري ٥/ ٢٩٣. (٥) أخرجه بنحوه من طرق: الطبري ٥/ ٢٩٢، وذكره بلفظه الثعلبي في "الكشف والبيان" ٤/ ١٢٤ ب، وانظر: "زاد المسير" ٢/ ٢١٠، و"الدر المنثور" ٢/ ٣٩٩. (٦) الوارد عن سعيد بن جبير كما في الطبري ٥/ ٢٩٣ إنه فسر السوء بالشرك.=