وقال الحسن: أي قل لهم: إن أظهرتم ما في قلوبكم من النفاق (قتلتم)(٤): فهذا القول البليغ؛ لأنه يبلغ من نفوسهم كل مبلغ (٥).
وقال الزجاج: أعلمهم إن ظهر منهم رد لحكمك وكفر، فالقتل حقهم (٦).
وقال بعضهم: أي قل لهم في أنفسهم من الغيب بما أطلعك الله عليه من غشهم قولًا بليغًا، شديدًا باللسان، يعني: فازجرهم عما هم عليه بأبلغ الزجر، كي لا (يستمروا)(٧) الكفر، وعظهم كي لا يغتروا بطول الإمهال (٨).
(١) يحتمل أن تكون "بلغ ملغ" بالميم أي خبيث. انظر: "الصحاح" ٤/ ١٣١٦ (بلغ). (٢) ما بين القوسين غير واضح. ويبدو أن ذلك بسبب الرطوبة التي تصيب المخطوطات مع الزمن. وقد استوضحته وأثبته بالرجوع إلى "معاني الزجاج" ٢/ ٧٠، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٤٣٠، وانظر القرطبي ٥/ ٢٦٥. (٣) تقدم الكلام على أثر عن ابن عباس نحوه. (٤) هذِه الكلمة في المخطوط: "قتلتكم"، وكذا عند القرطبي ٥/ ٢٦٥، وعند الماوردي: "قتلكم"، وما أثبته هو الموافق "للوسيط" للمؤلف ٢/ ٦٠٥، "معالم التنزيل" ٢/ ٢٤٤. (٥) ذكره الماوردي في "النكت والعيون" ١/ ٥٠٣، والمؤلف في "الوسيط" ٢/ ٦٠٥ , لكن محققه اعتبر كلام الحسن إلى قوله: "قتلتم"، ولا أراه صوابًا. وانظر: "معالم التنزيل" ٢/ ٢٤٤، والقرطبي ٥/ ٢٦٥، "البحر المحيط" ٣/ ٢٨١. (٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٧٠. (٧) كأن هذِه الكلمة: "يستيسروا". (٨) انظر: "النكت والعيون" ١/ ٥٠٣، "التفسير الكبير" ١٠/ ١٥٩، "البحر المحيط" ٣/ ٢٨١.