وقرئ قوله:(حسنةٌ) بالرفع والنصب (٢)، فمن رفع فهي اسم كان ولا خبر لها ههنا، وهي في مذهب التمام. على معنى: وإن تحدث حسنة، أو إن تقع حسنة. ومن نصب كان المعنى: وإن لَكن فعلتُه حسنةً.
والنصب حسن، لتقدم ذكر (مثقال ذرة)، فتجعل الذرة اسمًا وحسنة الخبر، على تقدير: وإن تكن الذرة حسنةً يضاعفها الله (٣).
قال ابن عباس:{وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً} يريد: من مؤمن {يُضَاعِفْهَا} يريد: عشرة أضعافها (٤).
وقال السدي: هذا عند الحساب والقصاص (فمن بقي له من الحسنات شيء يضاعفه بسبع مائة، وإلى الأجر العظيم (٥).
ولهذا كان يقول بعض الصالحين: فُصَلت (٦) حسناتي سيئاتي بمثقال ذرة أحب إلي من الدنيا وما فيها (٧)) (٨).
وقوله تعالى:{وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} قال عطاء: يريد من عنده
(١) "سر صناعة الإعراب" ٢/ ٤٤٠، وانظر: "الكتاب" ١/ ١٩. (٢) بالرفع لأبي جعفر ونافع وابن كثير، وبالنصب لبقية العشرة انظر: "السبعة" ص ٢٣٣، "الحجة" ٣/ ١٦٠، "المبسوط" ص (١٥٦)، "النشر" ٢/ ٢٤٩. (٣) انظر: "الحجة" ٣/ ١٦٠، "إعراب القراءات السبع" ١/ ١٣٣، "معاني القراءات" ١/ ٣٠٨. (٤) أورده المؤلف في "الوسيط" ٢/ ٥٥١، وانظر: "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ٨٥. (٥) لم أقف عليه. (٦) هكذا، ولعل الصواب: "لو فضلت". (٧) هذا القول لقتادة، أخرجه عنه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ١٦٠، والطبري ٥/ ٨٨. (٨) ما بين القوسين لم يتضح كاملا في (أ) بسبب الطمس والتآكل في النسخة.