وإنما قال:(أنفسكم) لأنهم أهل دين واحد، فهم كالنفس الواحدة، فجرى على قول العرب: قتلنا وربّ الكعبة. إذا قتل بعضهم؛ لأن قتل بعضهم كالقتل لهم (٦).
وذهب قوم إلى أن هذا نهي للإنسان عن قتل نفسه، فقال أبو عبيدة:{وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} لا تهلكوها (٧).
ويؤيد هذا حديث عمرو بن العاص (٨)، وهو أنه احتلم في بعض أسفاره، وخاف الهلاك على نفسه من الاغتسال، فتيمم وصلى بأصحابه، فلما رجع ذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أشفقت إن اغتسلت أن أهلك، وذكرت قول الله عز وجل:{وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} فتيممت وصليت، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يقل شيئًا (٩).
(١) هو عطاء بن أبي رباح وقد أخرج الأثر عنه الطبري ٥/ ٣٥. (٢) من "الكشف والبيان" ٤/ ٤٢ ب، وانظر "زاد المسير" ٢/ ٦١، "تفسير الحسن" ١/ ٢٧٢. (٣) انظر: "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ٨٣ (٤) في "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٤. (٥) انظر: "غريب القرآن" لابن قتيبة ص ١١٩، والطبري ٥/ ٣٥، و"بحر العلوم" ١/ ٢٤٩، والثعلبي ٤/ ٤٢ ب، و"زاد المسير" ٢/ ٦١. (٦) انظر: "الطبري" ٥/ ٣٥، "بحر العلوم" ١/ ٣٤٩. (٧) "مجاز القرآن" ١/ ١٢٤، وانظر: "زاد المسير" ٢/ ٦١. (٨) هو أبو عبد الله عمرو بن العاص بن وائل السهمي القرشي، تقدمت ترجمتة (٩) أخرجه الإمام أحمد ٤/ ٢٠٣، والبخاري تعليقًا بصيغة التمريض ١/ ٤٥٤ كتاب التيمم، باب: ٧ إذا خاف الجنب على نفسه المرض أو الموت ..... ، وأبو داود =