حديث السائب بن يزيد وقد رواه عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بلفظ:"لا عدوى ولا صفر ولا هامة"(١٧).
* وأما أحاديث الجانب الثاني - وهى التى يفهم منها إثبات وجود العدوى- فقد جاءت في الصحيحين عن أربعة من الصحابة وهم: أبو هريرة وعمرو بن الشريد عن أبيه وأسامة بن زيد وعبد الرحمن بن عوف رضى الله عنهم وهى كالتالي:
[الحديث الأول]
حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا يوردنَّ ممرض على مصح (١٨) "(١٩).
قال أبو سلمة بعد ما روى عن أبي هريرة رضي الله عنه حديث "لا عدوى" وحديث "لا يورد ممرض على مصح" قال: كان أبو هريرة يحدثهما كلتيهما عن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثم صمت أبو هريرة عن قوله:"لا عدوى" وأقام على أن لا يورد ممرض على مصح. قال: فقال الحارث بن أبي ذباب وهو ابن عم أبي هريرة: كنت أسمعك يا أبا هريرة تحدثنا مع هذا الحديث حديثًا آخر قد سكت عنه. كنت تقول: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا عدوى"، فأبى أبو هريرة أن يعرف ذلك وقال:"لا يورد ممرض على مصح" فما رآه الحارث في ذلك
(١٧) مسلم، كتاب السلام، باب: لا عدوى ولا طيرة. (١٤/ ٤٦٥) ح (٢٢٢٠). (١٨) "ممرض: هو الذى إبله مراض. والمصح: الذى إبله صحاح". [أعلام الحديث (٣/ ٢١٣٩) وانظر: النهاية (٤/ ٣١٩)، لسان العرب (٧/ ٢٣١)] قال النووي: "فمعنى الحديث لا يورد صاحب الإبل المراض إبله على إبل صاحب الإبل الصحاح". [مسلم بشرح النووي (١٤/ ٤٦٨)، وانظر: فتح الباري (١٠/ ٢٤٢)]. (١٩) متفق عليه: البخاري: كتاب الطب، باب: لا هامة. (٥/ ٢١٧٧) ح (٥٤٣٧). ومسلم: كتاب السلام، باب: لا عدوى ولا طيرة. (١٤/ ٤٦٦) ح (٢٢٢١).