وبالسنن ما سبق من قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا طيرة .. ".
ثالثًا: مذهب الترجيح:
وقد سلكه فريقان من الناس:
أ - فريق رد أحاديث الشؤم وأنكرها أصلًا وخطَّأَ الراوي لها، وعلى رأس هؤلاء أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها.
فقد أخرج الإمام أحمد والطحاوي وغيرهما: أنه دخل رجلان من بني عامر على عائشة رضى الله عنها فأخبراها أن أبا هريرة يحدث عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال:"إن الطيرة في المرأة والدار والفرس" فغضبت وطارت شقة منها في السماء وشقة في الأرض فقالت: والذي أنزل الفرقان على محمد ما قالها رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قط، إنما قال:"أهل الجاهلية كانوا يتطيرون من ذلك"(٢٩).
وفي روايةٍ لأحمد: فأنكرت عائشة رضى الله عنها ذلك وقالت: والذي أنزل الفرقان على أبي القاسم ما هكذا كان يقول ولكن نبي الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يقول:"كان أهل الجاهلية يقولون: إن الطيرة في المرأة والدار والدابة" ثم قرأت عائشة:
(٢٨) سورة الحديد، آية: (٢٢). (٢٩) أخرجه أحمد (٧/ ٢١٥، ٣٤٣، ٣٥٠) والطحاوي في مشكل الآثار (١/ ٢٣٣) وفي شرح معاني الآثار (٤/ ٣١٤) والحاكم (٢/ ٥٢١) وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. وابن خزيمة كما في الفتح (٦/ ٦١) وابن جرير الطبري في تَهذيب الآثار (١/ ١٤)، ح (٣٧)، وابن عبد البر في التمهيد (٩/ ٢٨٨)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٢/ ٧٢٥)، ح (٩٩٣). (٣٠) المسند (٧/ ٣٥٠) وقال الهيثمى في المجمع (١/ ١٠٤): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.