وقد قدمنا نحن الكلام على مقتضى قوله:" من راح " واختلاف المذهب فيه فى موضعه من الكتاب.
قال القاضى: الأشبه عندى فى هذا الموضع أن يكون من الاستراحة، ألا تراه كيف قال:" إذا مثل ركوب الراحلة "؟ وأنه يستريح بتبديل مركبه، وهذا موجود معلوم. والراحة والروح والرواح بمعنى. قاله صاحب العين والجمهرة.
وقوله " إن أبر البر، صلة الرجل أهل ود أبيه ": هو مما تقدم، والصلة واللطف والتحفى أحد معانى البر على ما تقدم. ومن أبر البر الوفاء لمن يلزم بره بصلة من كان يبره. هو كما قال - عليه السلام - في خبر خليلة خديجة:" إن حسن العهد من الإيمان "(١)، وفى الرواية الأخرى:" أن يصل ود أبيه "، [بضم الواو](٢)، أى وداده.
(١) البخارى، ك الأدب، ب حسن العهد من الإيمان ٨/ ١٠، وسبق فى مسلم فى فضائل الصحابة، فضل خديجة أم المؤمنين برقم (٧٤)، الترمذى، ك البر والصلة، ب ما جاء فى حسن العهد من الإيمان برقم (٢٠١٧). (٢) من ح.