{يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ}[لقمان: ١٦](١). والنون إشارة إلى اسم الحوت (٢).
وعن ابن عباس: النون: الدواة (٣)، وعن قتادة ومجاهد: إنها اسم للسورة (٤)، وعن سهل التستري (٥): إنها اسم من أسماء الله (٦)، وعن عبادة (٧) بن الصامت عنه -عليه السلام-: "أن أول ما خلق القلم فقال له اكتب فجرى بما هو كائن إلى الأبد"(٨).
{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)} وعن سعد بن هشام (٩)(١٠) بن عامر قال: أتيت عائشة فقلت: يا أم المؤمنين أخبريني عن خلق رسول الله (١١)، فقالت: أما تقرأ القرآن {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)}؟ قالت: كان خلقه القرآن (١٢).
وعن أبي سعيد الخدري:"كان رسول الله أشد حياء من العذراء في خدرها، فكان إذا كره الشيء عرفنا في وجهه"(١٣).
(١) بعضه ذكره عبد الرزاق في تفسيره (٢/ ٣٠٧)، وابن جرير (٢٣/ ١٤٠، ١٤١) وأبو الشيخ في العظمة (٩٠٠)، والحاكم (٢/ ٤٩٨). (٢) ابن جرير (٢٣/ ١٤٦)، والطبراني في الكبير (١٢٢٢٧). (٣) ابن جرير (٢٣/ ١٤٣). (٤) ذكره ابن جرير في تفسيره (٢٣/ ١٤٤) دون أن ينسبه لأحد. (٥) سهل بن عبد الله التستري أحد أعيان المتصوفة وله من الكتب كتاب دقائق المحبين وكتاب مواعظ العارفين وكتاب جوابات أهل اليقين [الفهرست (١/ ٢٦٣)]. (٦) ورد عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن (ن) من حروف الرحمن المقطعة وهي (ألر) و (حم) و (ن) أخرجه الطبري في تفسيره (٢٣/ ١٤٢). (٧) في "ب": (قتادة) وهو خطأ. (٨) الترمذي (٥/ ٤٢٤)، وأحمد (٥/ ٣١٧) والحديث صحيح. (٩) (بن هشام) ليست في الأصل. (١٠) سعد بن هشام بن عامر الأنصاري هو ابن عم أنس بن مالك - رضي الله عنه -، وروى عنه، وهو من ثقات التابعين، روى له البخاري ومسلم والأربعة. مات مقتولًا -رحمه الله-. (١١) في "ب": (رسول الله صلى الله عليه وسلم). (١٢) مسلم (٧٤٦)، وأحمد (٦/ ٥٣)، وأبو عوانة (٢/ ٣٢٣) وغيرهم. (١٣) أخرجه مسلم (٢٣٢٠) عن أبي سعيد.