{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ} هذه السورة تشمل على أحكام كثيرة وإنما ابتدت (٢) بالموعظة ليكون الكلام بعده أوقع في الأسماع وأنجع في القلوب {خَلَقَكُمْ} من غير تفصيل بين الشهود والغيب للإيجاد، وهو قريب من تغليب المفرد على المضاف والمذكر على المؤنث والأعم وجودًا على الأعز وجودًا {نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} نفس (٣) آدم - عليه السلام -، وإنما أُنّث اعتبارًا (٤) باللفظ (٥){وَخَلَقَ مِنْهَا} من تلك النفس {زَوْجَهَا} حواء.
(١) اتفقوا على مدنيتها، وقال أبو عمرو الداني في "البيان في عدِّ آي القرآن" (١٤٦): (هي مئة وسبعون وخمس آيات في المدنيين والمكي والبصري). (٢) في "أ" "ب": (ابتديت). (٣) (نفس) من "أ". (٤) قوله: {مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء: ١] راعى فيه اللفظ في التأنيث ويجوز أن يراعي فيه المعنى - وهو آدم - عليه السلام -، فيجوز من نفسٍ واحدٍ، فيكون التذكير باعتبار المعنى وهذا اختيار ابن جرير وغيره. [الطبري (٦/ ٣٤٠)]. (٥) في جميع النسخ: (اللفظ)، والمثبت من "أ".