{وُجُوهٌ} ذوو الوجوه وعملهم {يَوْمَئِذٍ} طوافهم بين الجحيم وبين حميم آن ويكلفهم في الجواز على الصراط أو اقتحام العقبة والعقد بين شعيرتين، ونحو هذا وكل ذلك عذاب، وقيل: في الكلام تقديم وتأخير تقديره: {وُجُوهٌ} {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (٣)} {يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ} وهي وجوه الرهبان والبراهمة ونسّاك الروافض والمعتزلة وسائر المُلحدين.
وإنما جاء وصف النار بالحامية لتصوّر وجودها غير حامية؛ كنار إبراهيم -عليه السلام- ونار اليراع ونار الكمينة في الأشجار والأحجار، ويحتمل أن المراد بالحامية التي في غاية الحمى؛ لقوله -عليه السلام-: "ناركم هذه جزء من سبعين جزءًا من نار جهنّم، ضربت بالماء مرّتين ولولا ذلك لما انتفع به بنو آدم"(٤).
(١) نقل السيوطي في الدر (١٥/ ٣٨٠)، عن ابن عباس وابن الزبير. (٢) أنظر "البيان" (٢٧٢). (٣) قاله ابن عباس - رضي الله عنهما -، أخرجه الطبري في تفسيره (٢٣/ ٣٢٦). (٤) بهذا اللفظ رواه أحمد (٢/ ٢٤٤)، وابن حبان (٧٤٦٣)، والحديث صحيح.