عن أبي هريرة قال: كنا جلوسًا عند رسول الله (٣) فقرأ علينا سُورَةُ الجمعة، فلما قرأ {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} وفينا سلمان قال: فوضع يده [- صلى الله عليه وسلم -] على سلمان ثم قال: "لو كان الإيمان عند الثريا لنالته رجال من موالي"(٤).
{حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ} كلفوا حملها قهرًا بنتق الجبل فوقهم {ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا} حق حملها {أَسْفَارًا} جمع سِفْر؛ وهو الكتاب، {الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ} صفة الموت أو بدل منه، وليس بالخبر، والخبر مضمر فيه: لن يعجزوه، وقيل:{فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ} خبر، وإنما دخلت الفاء لأن الاسم الموصول كالشرط، فكان الخبر كأنه الجزاء.
وعن جابر قال: بينما النبي -عليه السلام- يخطب يوم الجمعة قائمًا إذْ قَدِمَتْ
(١) ذكره السيوطي في الدر (١٤/ ٤٥٣) عن ابن عباس وابن الزبير. (٢) انظر: "البيان" (٢٤٦). (٣) في "ب": (رسول الله صلى الله عليه وسلم). (٤) البخاري (٤٨٩٧)، ومسلم (٢٥٤٦).