جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ (١) بِغِنَاءِ بُعَاثَ (٢)؛ فَاضْطَجَعَ عَلَى الفِرَاشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ.
وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَانْتَهَرَنِي (٣) وَقَالَ: مِزْمَارُ (٤) الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم!
فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: دَعْهُمَا.
فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا (٥) فَخَرَجَتَا (٦)، وَكَانَ يَوْمَ عِيدٍ يَلْعَبُ السُّودَانُ بِالدَّرَقِ وَالحِرَابِ (٧).
فَإِمَّا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِمَّا قَالَ: تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ.
فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ، خَدِّي عَلَى خَدِّهِ، وَهُوَ يَقُولُ: دُونَكُمْ بَنِي أَرْفِدَةَ.
حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ (٨) قَالَ: حَسْبُكِ (٩)؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَاذْهَبِي» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (١٠).
* * *
(١) في أ: «يغنيان» بالياء، وهو خطأ.(٢) في ج: «بعاث» بالفتح والكسر المنون معاً، وفي د، هـ: «بغاث» بالغين المعجمة، والضبط المبثت من أ.قال الكرماني رحمه الله في الكواكب الدراري (٦/ ٥٩): «بضم الموحدة، وخفة المهملة، وبالمثلثة، وعدم انصرافه أشهر». وانظر أيضاً: (١٢/ ١٦٨).و «يَوْم بُعَاث»: حربٌ في الجاهليَّة بين قَبِيلتي الأنصار - الأوس والخزرج -. انظر: النهاية (١/ ١٣٩)، وفتح الباري (١/ ٨٨، ٣٠١).(٣) «انْتَهَرَنِي»: أي: زجرني. الكواكب الدراري (٦/ ٦٠).(٤) في و: «مزمارة».(٥) «الغَمْزُ»: الإشارة بالجفن والحاجب. العين (٤/ ٣٨٦).(٦) «فَخَرَجَتَا» ليست في هـ.(٧) «الدَّرَق»: الترس الذي يُتَّخذ من الجلود. الكواكب الدراري (٦/ ٥٩).و «الحِرَاب»: جمع حَرْبَة: وهي دون الرُّمح، عريضة النَّصل. إرشاد الساري (١/ ٤٦٦).(٨) «مَلِلْتُ»: أي: سَئِمْتُ. انظر: العين (٢/ ٦٠٩).(٩) قوله: «فَقُلْتُ: نَعَمْ» إلى هنا سقط من هـ.(١٠) البخاري (٩٤٩ - ٩٥٠)، ومسلم (٨٩٢).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute