ويستدل للقول الأول-وهو أنهما يقفان خلف الإمام- بأدلة منها ما سبق ذكره في دليل القول بالنسخ؛ فإن فيها دلالة ظاهرة على أن الاثنين يقفان خلف الإمام إذا كانوا يصلون
جماعة (٢).
دليل القول الثاني
ويستدل للقول الثاني-وهو أنهما يقفان بجانبي الإمام-بما سبق في دليل القول بالنسخ من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-.
وفي رواية عن علقمة والأسود أنهما دخلا على عبد الله - رضي الله عنه -، فقال: أصلى من خلفكم؟ قالا: نعم، فقام بينهما وجعل أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله، ثم ركعنا فوضعنا أيدينا على ركبنا، فضرب أيدينا، ثم طبق بين يديه، ثم جعلهما بين فخذيه، فلما صلى قال:«هكذا فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -»(٣).
فهذا الحديث يدل على أن المأمومين إذا كانوا اثنين فإنهما يقفان إلى جانبي الإمام وهو يتوسطهما (٤).
(١) انظر: بدائع الصنائع ١/ ٣٩٠؛ الهداية ١/ ٣٥٥. (٢) انظر: المغني ٣/ ٥٣؛ المجموع ٤/ ١٣٠. (٣) سبق تخريجه في ص ٥٥٨. (٤) انظر: شرح معاني الآثار ١/ ٣٠٦.