المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهراً، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحب أن يوجه إلى الكعبة، فأنزل الله عز وجل:: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} فتوجه نحو الكعبة، وقال السفهاء من الناس-وهم اليهود-: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[البقرة: ١٤٢] فصلى مع النبي -صلى الله عليه وسلم- رجل ثم خرج بعد ما صلى، فمر على قوم من الأنصار في صلاة العصر نحو بيت المقدس، فقال: هو يشهد أنه صلى مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنه توجه نحو الكعبة، فتحرف القوم حتى توجهوا نحو الكعبة) (١).
ثالثاً: عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: بين الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال: «إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها»، وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة) (٢).
رابعاً: عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي نحو بيت المقدس فنزلت:
{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} فمرّ رجل من بني سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر، وقد صلوا ركعة، فنادى: ألا إن القبلة قد حولت، فمالوا كماهم نحو القبلة) (٣).
(١) سبق تخريجه في ص ٧٧. (٢) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٨٧، كتاب الصلاة، باب ما جاء في القبلة، ح (٤٠٣)، ومسلم في صحيحه ٢/ ١٨٣، كتاب المساجد، باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة، ح (٥٢٦) (١٣). (٣) أخرجه مسلم في صحيحه ٢/ ١٨٤، كتاب المساجد، باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة، ح (٥٢٧) (١٩).