فولدنا في الشرك، ولكن أمنا بالله ورسوله، ولكن هؤلاء أبناؤنا، فبلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:«هم الذين لا يتطيرون، ولا
يكتوون، ولا يسترقون، وعلى ربهم يتوكلون». فقام عكاشة بن محصن، فقال: أمنهم أنا يا رسول الله؟ قال:«نعم»، فقام آخر فقال: أمنهم أنا؟ فقال:«سبقك بها عكاشة»(١).
ثانياً: عن عمران بن حصين -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:«يدخل الحنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب» قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال:«هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون»(٢).
فهذه الأحاديث تدل على كراهة الرقية (٣).
واعترض عليه: بأنه ليس المراد بهما الدلالة على كراهة الرقية، بل على كمال تفويض هؤلاء إلى الله تعالى، وكمال توكلهم بحيث لا يسألون غيرهم أن يرقيهم (٤).
الراجح
والذي يترجح عندي- والله أعلم بالصواب- ما يلي:
(١) أخرجه البخاري في صحيحه ٥١٢٣٤، كتاب الطب، باب من لم يرق، ح (٥٧٥٢)، ومسلم في صحيحه ٢/ ٣٥٨، كتاب الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب، ح (٢٢٠) (٣٧٤). (٢) أخرجه مسلم في صحيحه ٢/ ٣٥٦، كتاب الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب، ح (٢١٨) (٣٧١). (٣) انظر: شرح معاني الآثار ٤/ ٣٢٦؛ فتح الباري ١٠/ ٢٤٦. (٤) انظر: المنهاج شرح صحيح مسلم ٢/ ٣٥٦؛ فتح الباري ١٠/ ٢٤٦؛ فتح المجيد ص ٧٨.